ملخص الفتوى:
الطرق الصوفية طرق مبتدعة، ولا يجوز لأهل الإسلام أن
يتبعوا الطرق المبتدعة.
الشيخ ابن باز- مجلة البحوث عدد 39 ص 145-148
تعليق:
الطرق الصوفية مدارس تربوية، إن كان منهجها متفقاً مع
الدين فهى مشروعة، وإلا لم تشرع.
وهذا رأى جميع العلماء ـ ومنهم ابن تيمية ـ
ولا يوجد أحد من العلماء يحكم على جميع الصوفية بالضلال
والإبتداع كما تدعى هذه الفتوى، وإنما يفصلون.
التعقيب:
الطرق الصوفية بوجه عام مدارس تربوية، إن كان منهجها
متفقاً مع الدين عقيدة وشريعة فهى مشروعة، وإلا كانت غير
مشروعة، ووجب تقويمها بالحكمة والموعظة الحسنة.
قال ابن تيمية فى بيان أن من أهل التصوف من هم من أئمة
العلم والدين: "وفيه[1]
مع ذلك من كلام المشايخ الصوفية العارفين المستقيمين فى
أعمال القلوب، الموافق للكتاب والسنة ومن غير ذلك من
العبادات والأدب ما هو موافق للكتاب والسنة "
[2].
وقال أيضاً: "والصوفية المشهورون عند الأمة الذين لهم لسان
صدق فى الأمة لم يكونوا يستحبون مثل هذا بل ينهون عنه[3].
وقد ذكر ابن تيمية أن الوقف على الصوفية صحيح، قال:
"ويصح الوقف على الصوفية فمن كان جماعاً للمال ولم يتخلق
بالأخلاق المحمودة ولا تأدب بالآداب الشرعية وغلبت عليه
الآداب الوضيعة أو فاسقاً لم يستحق شيئا"[4].
ولو كانت كل الطرق الصوفية مبتدعة كما تقول هذه الفتوى لما
صحح الأئمة الوقف عليها.
وقال أيضاً: أما أهل العقل الصريح والكشف الصحيح فهم أئمة
العلم والدين من مشايخ الفقه
والعبادة الذين لهم من الأمة لسان صدق وكل من له فى الأمة
لسان صدق عام من أئمة العلم والدين المنسوبين إلى الفقه
والتصوف[5].
وفى هذه النقول بيان أن من أهل التصوف من هم من أئمة العلم
والدين، ولهم فى الأمة لسان الصدق، وهذا كلام ابن تيمية
الذى يظن كثير من الناس أنه يعادى الصوفية مطلقاً،
وفى فتاوى
مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه:
لما إنقرض جيل الصحابة ودخلت الدنيا على الناس وتوسعوا فى
المأكل والمشرب والملبس ونحو ذلك، قامت فى الناس دعوة إلى
الزهد فى هذه الدنيا والورع عما فيه شبهة، والإحسان فى
العبادة ومجاهدة النفس وحملها على محاسن الأخلاق، ثم أطلق
على هؤلاء العباد الزهاد فيما بعد لقب صوفية، ومن هؤلاء
أبو سليمان الداراني ومعروف الكرخي والفضيل بن عياض وسهل
بن عبد الله التستري والجنيد.
فالصوفية الأوائل لم يأتوا بجديد، وإنما دعوا إلى ما دعا
إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام
...
هذا، وأما كون بعض علماء الحديث قد إنتموا لمذهب الصوفية،
فلا يخلو حالهم من أن يكونوا على طريقة الزهاد العباد
الذين إشتغلوا بتزكية أنفسهم، فهؤلاء يُمدحون، أو أن
يكونوا على طريقة المنحرفين الخرافيين الذين تلبسوا بالشرك
والبدع، وهؤلاء لا حجة فى فعلهم. والله أعلم[6].
د/ محمد فؤاد
[1]
أي في كتاب إحياء علوم الدين للغزالي.
[3]
الفتاوى الكبرى لابن تيمية1/294.
[4]
الفتاوى الكبرى 5/425.
[5]
الفتاوى الكبرى 6/625.
[6]
مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه الجزء رقم 9
الصفحة رقم 3735
رقم الفتوى 64723 تاريخ الفتوى : 07 جمادي الثانية
1426.