ملخص الفتوى:
الإحتفال بالمولد لا يجوز وهو بدعة محدثة فى الدين.
الشيخ ابن باز مجموع فتاوى ومقالات 4/81.
الشيخ ياسر برهامي
www.alsalafway.com
تعليق:
الإحتفال بالمولد مشروع فى هذا العصر الذى كاد الشباب ينسى
فيه دينه وأمجاده، فى غمرة الإحتفالات الأخرى التى كادت
تطغى على المناسبات الدينية، على أن يكون ذلك بالمشروع
علماً وعملاً، مع البعد عن كل المحرمات كالإختلاط المريب
بين الرجال والنساء، والأعمال غير مشروعة من أكل أو شرب أو
مسابقة أو لهو، ومن عدم احترام بيوت اللّه، ومن كل ما لا
يتفق مع الدين ويتنافى مع الآداب.
التعقيب:
أنكر كثير من العلماء الموالد بسبب ما فيها من البدع، حتى
أنكروا أصل إقامة المولد، وقد أتى القرن التاسع والناس بين
مجيز ومانع، وأستحسن الإحتفال بالمولد السيوطي وابن حجر
العسقلاني، وابن حجر الهيتمي، مع إنكارهم لما لصق به من
البدع، ورأيهم مستمد من آية ﴿وَذَكِّرْهُمْ
بِأَيَّامِ اللّهِ﴾
(إبراهيم 5)؛ وأيام الله: هى نعمه وآلائه، وولادة النبي
صلى الله عليه وسلم نعمة كبرى.
وفى صحيح مسلم عن أبي قتادة الأنصاري قال: وسئل ـ النبي
صلى الله عليه وسلم ـ
عن صوم يوم الإثنين فقال
«ذَاكَ
يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ
وَيَوْمٌ بُعِثْتُ أَوْ
أُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ».
وهذا توجيه من الرسول صلى الله عليه وسلم ليعلمنا أن نشكر
نعم الله علينا بفعل الخيرات والإقبال على الطاعات، ولذا
يكون الإحتفال بذلك اليوم، وشكر الله على نعمته علينا
بولادة النبي وهدايتنا لشريعته مما تقره الأصول، لكن بشرط
ألا يتخذ له رسم مخصوص، بل ينشر المسلم البشر فيما حوله،
ويتقرب إلى الله بما شرعه، ويعرِّف الناس بما فيه من فضل،
ولا يخرج بذلك إلى ما هو محرم شرعاً.
أما عادات الأكل فهى مما يدخل تحت قوله تعالى ﴿كُلُواْ
مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ﴾
(البقرة 172).
فالإحتفال بالمولد مشروع فى هذا العصر الذى كاد الشباب
ينسى فيه دينه وأمجاده، فى غمرة الإحتفالات الأخرى التى
كادت تطغى على المناسبات الدينية، على أن يكون ذلك
بالمشروع علماً وعملاً. مع البعد عن كل المحرمات من مثل
الإختلاط المريب بين الرجال والنساء، وإنتهاز الفرص
لمزاولة أعمال غير مشروعة من أكل أو شرب أو مسابقة أو لهو،
ومن عدم إحترام بيوت اللّه، ومن كل ما لا يتفق مع الدين
ويتنافى مع الآداب.
فإذا غلبت هذه المخالفات كان من الخير منع الإحتفالات
درءًا للمفسدة كما تدل عليه أصول التشريع، وإذا زادت
الإِيجابيات والمنافع المشروعة فلا مانع من إقامة هذه
الإحتفالات مع التوعية والمراقبة لمنع السلبيات أو الحد
منها بقدر المستطاع، ذلك أن كثيراً من أعمال الخير تشوبها
مخالفات ولو إلى حد ما، والكل مطالب بالأمر بالمعروف
والنهى عن المنكر بالوسائل المشروعة ".
يقول الزرقاني فى شرح المواهب للقسطلاني: إن ابن الجزري
الإمام فى القراءات والمتوفى سنة 833 هـ علَّق على خبر أبي
لهب الذي رواه البخاري وغيره عندما فرح بمولد الرسول وأعتق
" ثويبة" جاريته لتبشيرها له، فخفف الله عقابه وهو فى جهنم
فقال: إذا كان هذا الكافر الذى نزل القرآن بذمه جوزي فى
النار بفرحه ليلة المولد فما حال المسلم الموحد من أمته
حين يُسرُّ بمولده ويبذل ما تصل إليه قدرته فى محبته.
يقول الحافظ شمس الدين محمد بن ناصر:
إذا كان هذا كافراً جاء ذمه * وتبَّت يداه فى الجحيم مخلدا
أتى أنه فى يوم الاثنين دائما * يخفف عنه للسرور بأحمدا
فما الظن بالعبد الذى كان عمره * بأحمد مسرورا ومات موحدا؟
رجح ابن إسحاق أن ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم كان فى
إثنتى عشرة ليلة خلت من ربيع الأول من عام الفيل وروى ابن
أبي شيبة ذلك عن جابر وابن عباس وغيرهما، وحكوا شهرته عند
الجمهور. وقد حقق صاحب كتاب "تقويم العرب قبل الإسلام"
بالحساب الفلكي الدقيق أن الميلاد كان فى يوم الإثنين
التاسع من شهر ربيع الأول الموافق للعشرين من شهر أبريل
سنة 571 م. "أنظر الحاوي للفتاوى للسيوطي ومجلة الهداية
الصادرة بتونس فى ربيع الأول 1394هـ "[1].
د/ ياسر عبد العظيم
[1]
فتاوى دار الإفتاء المصرية: الموضوع (92) المفتي:
فضيلة الشيخ عطية صقر. مايو 1997.