ملخص الفتوى:
الذكر أثناء الوضوء بدعة لأنه لم يثبت ولا أصل له.
اللجنة الدائمة
للبحوث العلمية والإفتاء 5/205
تعليق:
الأدعية أثناء الوضوء لا بأس بها، وإن لم يرد بها حديث عن
النبي صلى الله عليه وسلم، لأنها واردة عن السلف، وداخلة
تحت الأمر العام بذكر اللَّه، ولم يرد نهى عنها.
التعقيب:
تسن التسمية فى أول الوضوء، لحديث
«كُلُّ
أَمْرٍ ذِي بَالٍ لَا يُبْدَأُ فِيهِ بِالْحَمْدِ
أَقْطَعُ»،
ولحديث
«لَا
وُضُوءَ لِمَنْ لَمْ يَذْكُرْ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ»
رواهما أبو داود، ومن تركها سهواً أو عمداً فوضوءه صحيح
على رأى جمهور العلماء. وقال الحنابلة بوجوبها، ولو تركت
عمداً بطل الوضوء.
ويُسن بعد الإنتهاء من الوضوء قول: أشهد أن لا إله إلا
اللَّه وحده لا شريك له، وأشهد أن
محمداً عبده ورسوله، ففى حديث مسلم أن من قالها فتحت له
أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء. وفى رواية "اللهم
أجعلنى من التوابين وأجعلنى من المتطهرين" وفى رواية:
"سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك
وأتوب إليك"[1].
أما الذكر أثناء الوضوء، فقد ورد فيه حديث صحيح عن أبى
موسى الأشعرى أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم بوَضوء ـ
بفتح الواو أى الماء الذى يتوضأ به ـ فسمعته يقول "اللهم
أغفر لى ذنبى، ووسع لى فى دارى، وبارك لى فى رزقى" وفيه
إختلاف فى مكان هذا الذكر، فذكر البعض أنه فى خلال الوضوء،
وذهب آخرون أنه بعد الوضوء، وفيه أن أبا موسى قال: يا نبى
اللَّه سمعتك تدعو بكذا وكذا، قال "وهل تركن من شيء"؟.
أما الدعاء على أعضاء الوضوء فلم يرد فيه شيء عن النبي صلى
الله عليه وسلم. يقول النووي فى كتابه "الأذكار". قال
الفقهاء: يستحب فيه دعوات جاءت عن السلف وزادوا ونقصوا
فيها، فالمتحصل مما قالوه: أن يقول بعد التسمية: الحمد
للَّه الذى جعل الماء طهورا، ويقول عند المضمضة: اللهم
أسقني من حوض نبيك صلى الله عليه وسلم كأساً لا أظمأ بعده
أبدا، ويقول عند الإستنشاق: اللهم لا تحرمنى رائحة نعيمك
وجناتك، ويقول عند غسل الوجه: اللهم بيض وجهى يوم تبيض
وجوه وتسود وجوه، ويقول عند غسل اليدين: اللهم أعطنى كتابى
بيمينى وحاسبنى حساباً يسيرا، اللهم لا تعطنى كتابى بشمالى
ولا من وراء ظهرى، ويقول عند مسح الرأس اللهم حرم شعرى
وبشرى على النار، وأظلنى تحت عرشك يوم لا ظل إلا ظلك.
ويقول عند مسح الأذنين: اللهم أجعلنى من الذين يستمعون
القول فيتبعون أحسنه، ويقول عند غسل الرجلين: اللهم ثبت
قدمى على الصراط المستقيم.
فهذه الأدعية وإن لم يرد بها حديث عن النبي صلى الله عليه
وسلم لا بأس بها، وبخاصة أنها وردت عن السلف، وداخلة تحت
الأمر العام بذكر اللَّه ولم يرد نهى عنها، والله أعلم.
د/ أحمد عيد