ملخص الفتوى:
لا يصلى وراء الفاسق ولا المبتدع.
اللجنة الدائمة
للبحوث العلمية والإفتاء 7/364
تعليق:
كـان الصحابة والتابعون يصلون خلف الفسقة والمبتدعين، وكل
من صحت صلاته لنفسه صحت لغيره.
التعقيب:
روى البخاري أن عبد اللَّه بن عمر كـان يصلى خلف الحجاج بن
يوسف الثقفي، وروى مسلم أن أبا سعيد الخدري صلى خلف مروان
صلاة العيد، وصلى عبد اللّه بن مسعود خلف الوليد بن عقبة
بن أبي معيط وكان يشرب الخمر، وفى مرة صلى الصبح بالمصلين
أربع ركعات فجلده عثمان بن عفان على ذلك، وكـان الصحابة و
التابعون يصلون خلف ابن عبيد، وكان متهماً بالإلحاد
وداعياً إلى الضلال.
فكل من صحت صلاته لنفسه صحت صلاته لغيره. ولكن الصلاة خلف
المنحرفين مكروهة، فقد حدث أن رجلاً أمَّ قوماً فبصق جهة
القبلة والرسول ينظر إليه فقال: "لا يصلى لكم" فمنعوه من
الصلاة من أجل ذلك، ولما شكا للرسول قال له "نعم، إنك آذيت
اللَّه ورسوله"[1].
فإذا وجد شخص مستقيم كـانت الصلاة خلفه أولى. أما إذا تحتم
المشبوه أو المنحرف لأن وظيفته الإمامة مثلا جازت الصلاة
خلفه مع القيام بواجب نصحه ليرضى عنه الناس ويستريحوا
لإمامته، فقد جاء فى الحديث الذى رواه ابن ماجه وابن حبان
فى صحيحه
«ثَلَاثَةٌ
لَا يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُمْ صَلَاةً
مَنْ تَقَدَّمَ قَوْمًا وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ،
وَامْرَأَةٌ بَاتَتْ وَزَوْجُهَا عَلَيْهَا سَاخِطٌ
وَأَخَوَانِ
مُتَصَارِمَانِ».
هذا، ومع كون الصلاة خلف الفاسق مكروهة فهى صحيحة غير
باطلة، ويؤيد ذلك إلى جانب ما سبق من روايات البخاري ومسلم
حديث البيهقى "صلوا خلف كل بر وفاجر، صلوا خلف كل بر
وفاجر، وجاهدوا مع كل بر وفاجر".
وفى
فتاوى الشيخ عبد الله بن حميد:
ذكر جمهور أهل العلم أن الصلاة خلف الفاسق صحيحة وأن من
صلى خلفه لا يؤمر بإعادة، لعموم قوله صلى الله عليه وسلم:
{صلوا خلف من قال لا إله إلا الله} رواه أبو نعيم (1/320)،
والدار قطني 2/56، والله اعلم
[2].
د/ أحمد عيد
[1]
رواه أبو داود وابن حبان، وسكت عنه أبو داود
والمنذرى فهو حديث مقبول.
[2]
فتاوى سماحة الشيخ عبد الله بن حميد ص 127.
سؤال رقم 11412.