تأسست خدمة الهاتف الإسلامي عام 2000 فى جمهورية مصر العربية ، وهى خدمة دينية إسلامية وسطية.. |    
 
 
   
Urdu English الاتصال بنا روابط اخرى فتاوى شائعة من نحن Q & A الرئيسية
 
 

 

 
سؤال وجواب --> صلاة الجماعة والإمامة --> ضوابط تطويل الإمام الصلاة    

السؤال : سئل عن ضوابط تطويل الإمام الصلاة.  

ملخص الفتوى: ضابط تطويل الإمام هو إتباع السنة، وليس أهواء المأمومين.

الشيخ ابن عثيمين كتاب الدعوة (5) 2/90-91

تعليق:

الأمر فى التطويل على ما يحتمله الناس، وليس على هوى الإمام فى أن ينتقى ما يشاء من السنة، التى فيها مقادير مختلفة من التطويل والتخفيف تناسب كل أحد.

التعقيب:

قال العلماء: يستحب للإمام أن يخفف فى القراءة والأذكار، ولا يستوفى الأكمل المستحب للمنفرد من طوال المفصل وأوساطه[1], وأذكار الركوع والسجود. وذلك لما روى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال «إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ بِالنَّاسِ فَلْيُخَفِّفْ فَإِنَّ فِيهِمْ السَّقِيمَ وَالضَّعِيفَ وَالْكَبِيرَ فَإِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ لِنَفْسِهِ فَلْيُطَوِّلْ مَا شَاءَ [2]».

والتطويل مكروه، فإن صلى بقوم محصورين يعلم من حالهم أنهم يؤثرون التطويل لم يكره التطويل بل يستحب؛ لأن المنع لأجلهم وقد رضوا.

وعليه تحمل الأحاديث الصحيحة فى تطويل النبي صلى الله عليه وسلم فى بعض الأوقات، فإن جهل حالهم أو كان فيهم من يؤثر التطويل وفيهم من لا يؤثره لم يطول، ويؤيده الأحاديث الصحيحة؛ منها حديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «نِّي لَأَقُومُ فِي الصَّلَاةِ فَأَسْمَعُ بُكَاءَ الصَّبِيِّ فَأُوجِزُ فِي صَلَاتِي كَرَاهِيَةَ أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمِّهِ» رواه البخاري ومسلم.

وإن كانوا يؤثرون التطويل، ولكن المسجد مطروق بحيث يدخل فى الصلاة من حضر بعد دخول الإمام فيها لم يطول[3].

فالأمر فى التطويل على ما يحتمله الناس، وليس على هوى الإمام أن ينتقى ما يشاء من السنة، التى فيها مقادير مختلفة من التطويل والتخفيف[4]؛ فقد ورد فى السنة القراءة بالأعراف[5]، وورد فيها أيضاً القراءة بقصار السور[6]، فليس بهوى الإمام؛ إن شاء قرأ بالأعراف، وإن شاء بقصار السور، بل الأمر على ما يحتمله الناس، والله أعلم.

د/ أحمد عيد  


[1] جاء في كتاب "الأذكار" للنووى: السنة أن تكون السورة-  بعد الفاتحة - في الصبح والظهر من طوال المفصل، وفي العصر والعشاء من أوساط المفصل، وفي المغرب من قصار المفصل، والمفصل من سورة ق أو الحجرات إلى آخر المصحف، والمفصَّل أقسام؛ منه طوال إلى سورة (عم ) وأوساط إلى سورة الضحى، وقصار وهى إلى آخر سورة الناس.  

[2] رواه البخاري ومسلم وروياه أيضا عن جماعة من الصحابة غير أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم وفي بعض رواياتهم " وذا الحاجة ".

[3] المجموع للنووي 4/124.

[4] في سنن أبي داود 814 عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّهُ قَالَ مَا مِنَ الْمُفَصَّلِ سُورَةٌ صَغِيرَةٌ وَلاَ كَبِيرَةٌ إِلاَّ وَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَؤُمُّ النَّاسَ بِهَا في الصَّلاَةِ الْمَكْتُوبَةِ، وفي سنن الترمذي 307 عن قُطْبَةَ بْنِ مَالِكٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقْرَأُ في الْفَجْرِ (وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ) (سورة ق) في الرَّكْعَةِ الأُولَى. وَرُوِىَ عَنِ النبي -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ قَرَأَ في الصُّبْحِ بِالْوَاقِعَةِ. وَرُوِىَ عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ في الْفَجْرِ مِنْ سِتِّينَ آيَةً إِلَى مِائَةٍ. وَرُوِىَ عَنْهُ أَنَّهُ قَرَأَ (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ).

[5] سنن أبي داود 812 عَنْ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ قَالَ قَالَ لِى زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ مَا لَكَ تَقْرَأُ في الْمَغْرِبِ بِقِصَارِ الْمُفَصَّلِ وَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقْرَأُ في الْمَغْرِبِ بِطُولَى الطُّولَيَيْنِ قَالَ قُلْتُ مَا طُولَى الطُّولَيَيْنِ قَالَ الأَعْرَافُ وَالأُخْرَى الأَنْعَامُ.

[6] في سنن الترمذي 310 عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقْرَأُ في الْعِشَاءِ الآخِرَةِ بِالشَّمْسِ وَضُحَاهَا وَنَحْوِهَا مِنَ السُّوَرِ. وَقَدْ رُوِىَ عَنِ النبي -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ قَرَأَ في الْعِشَاءِ الآخِرَةِ بِالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ. وَرُوِىَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ في الْعِشَاءِ بِسُوَرٍ مِنْ أَوْسَاطِ الْمُفَصَّلِ نَحْوِ سُورَةِ الْمُنَافِقِينَ وَأَشْبَاهِهَا. وَرُوِىَ عَنْ أَصْحَابِ النبي -صلى الله عليه وسلم- وَالتَّابِعِينَ أَنَّهُمْ قَرَءُوا بِأَكْثَرَ مِنْ هَذَا وَأَقَلَّ فَكَأَنَّ الأَمْرَ عِنْدَهُمْ وَاسِعٌ في هَذَا. وَأَحْسَنُ شَىْءٍ في ذَلِكَ مَا رُوِىَ عَنِ النبي -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ قَرَأَ بِالشَّمْسِ وَضُحَاهَا وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ.