تأسست خدمة الهاتف الإسلامي عام 2000 فى جمهورية مصر العربية ، وهى خدمة دينية إسلامية وسطية.. |    
 
 
   
Urdu English الاتصال بنا روابط اخرى فتاوى شائعة من نحن Q & A الرئيسية
 
 

 

 
سؤال وجواب --> الجنائز --> حكم إنتفاع الميت بقراءة القرآن    

السؤال : سئل عن إنتفاع الميت بقراءة القرآن له.  

ملخص الفتوى: قراءة القرآن بنية أن يكون ثوابها للميت لا تجوز لعدم ورودها.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء 9/47-49

تعليق:

جمهور العلماء على أن الميت ينتفع بقراءة القرآن له، وعليه إجماع المسلمين فى كل عصر ومصر أنهم يجتمعون ويقرءون القرآن، ويهدون ثوابه إلى موتاهم من غير نكير.

التعقيب:

أجمع أهل العلم على أن الصدقة والدعاء يصل إلى الميت نفعهما. وإختلفوا فيما سوى ذلك من الأعمال التطوعية؛ كالصيام عنه، وقراءة القرآن ونحو ذلك؛ فذهب جمهور العلماء إلى أن الميت ينتفع بذلك، ومنعه بعضهم للحديث: «‏إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةِ أَشْيَاءَ مِنْ صَدَقَةٍ ‏‏جَارِيَةٍ ‏ ‏أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ».

والنبي صلى الله عليه وسلم قال: "انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةِ أَشْيَاءَ.." ولم يقل إنه لا ينتفع بعمل غيره، فإذا دعا له غيره لم يكن من عمل المرء ولكنه ينتفع به، وكذلك إذا قرأ له القرآن.

وقال بعض من يقولون بعدم وصول القراءة للأموات: إذا قرأ وقال بعد قراءته اللهم أجعل ثواب هذه القراءة لفلان صح ذلك. وعدّوا ذلك من باب الدعاء.

والأحاديث تدل على أن قراءة القرآن بحضرة الميت تنفعه؛ سواء أكان معها إهداء أم لم يكن، لأن القرآن إذا تُلى، وبخاصة إذا كان فى إجتماع، حفت القارئين الملائكة، وغشيتهم الرحمة، ونزلت عليهم السكينة، بل لا يشترط لنزول الملائكة وغيرهم أن تكون القراءة أو الذكر فى جماعة، فيحصل ذلك للشخص الواحد:

روى البخاري ومسلم حديث أسيد بن حضير الذى كان يقرأ القرآن فى مربده وبجواره ولده وفرسه، وجاء فيه: فإذا مثل الظلة فوق رأسى، فيها أمثال السرج عرجت فى الجو حتى ما أراها، فقال له رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم "تلك الملائكة تستمع لك، ولو قرأت لأصبحت يراها الناس ما تستتر منهم".

على أن النص قد جاء بقراءة "يس" عند الميت، روى أحمد وأبو داود والنسائى، واللفظ له، وابن ماجه وابن حبان والحاكم وصححاه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "قلب القرآن يس، لا يقرؤها رجل يريد اللَّه والدار الآخرة إلا غفر اللَّه له، اقرؤوها على موتاكم"[1].  

ولا بأس بالقراءة عند القبر، وقد روي عن أحمد أنه قال: إذا دخلتم المقابر اقرءوا آية الكرسي وثلاث مرات قل هو الله أحد، ثم قل: اللهم إن فضله لأهل المقابر.. وهذا إجماع المسلمين ; فإنهم فى كل عصر ومصر يجتمعون ويقرءون القرآن، ويهدون ثوابه إلى موتاهم من غير نكير. ولأن الحديث صح عن النبي صلى الله عليه وسلم: «‏الْمَيِّتُ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ». والله أكرم من أن يوصل عقوبة المعصية إليه, ويحجب عنه المثوبة[2].

هذا، وقد قال الأبى: والقراءة للميت، وإن حصل الخلاف فيها فلا ينبغى إهمالها، فلعل الحق الوصول، فإن هذه الأمور مغيبة عنا، وليس الخلاف فى حكم شرعى إنما هو فى أمر هل يقع كذلك أم لا. وهذا كلام جيد؛ فإن القراءة للميت إن لم تنفع الميت فهى للقارئ، فالمستفيد منها واحد منهما، ولا ضرر منها على أحد. مع تغليب الرجاء فى رحمة اللّه وفضله أن يفيد بها الميت كالشفاعة والدعاء وغيرهما.

وفى مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه:

والشيخ ابن عثيمين رحمه الله يرى جواز إهداء ثواب القراءة للميت وأن ذلك يصله وينتفع به إن شاء الله، وإنما الذى لم يجوزه هو الإجتماع عند القبور والقراءة عليها .. وهذا الذى قاله الشيخ هو مذهب الجماهير من أهل العلم والمحققين وأنظر فتوى الشيخ فى كتابه مجموع فتاوى العقيدة المجلد الثانى ص305. والله أعلم[3].

د/ على منصور 


[1] وقد أعل الدارقطنى وابن القطان هذا الحديث، لكن صححه ابن حبان والحاكم، وحمله المصححون له على القراءة على الميت حال الاحتضار، بناء على حديث في مسند الفردوس "ما من ميت يموت فتقرأ عنده يس إلا هون اللَّه عليه " لكن بعض العلماء قال: إن لفظ الميت عام لا يختص بالمحتضر، فلا مانع من استفادته بالقراءة عنده إذا انتهت حياته، سواء دفن أم لم يدفن.

[2] المغني لابن قدامة 2/225.

[3] مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه رقم الفتوى 3406 تاريخ الفتوى: 26 ذو الحجة 1421.