السؤال :
سئل عن حكم حج تارك الصلاة.
ملخص الفتوى:
تارك الصلاة كافر
كفراً أكبر سواء كان مُقراً بوجوبها أم جاحداً لها، فلا
يصح حجه لكفره.
الشيخ ابن باز فتاوى إسلامية 2/185.
تعليق:
من إستكمل أركان الحج فحجه صحيح، ولا يؤثر فى صحته ترك
الصلاة.
التعقيب:
العبادة تكون صحيحة لا تجب إعادتها إذا كانت مستوفية
الأركان والشروط. والذى يحج إن إستكمل أركان الحج من
الإحرام والطواف والسعى والوقوف بعرفة والحلق وغيرها فحجه
صحيح غير فاسد، حتى لو إرتكب بعض المعاصى كالكذب وكترك
الصلاة، لكن مع صحة الحج هل يكون مقبولاً يؤجر عليه من
الله؟ قد يقبل أو لا، وعدم قبول حجه يعنى حرمانه من الأجر
والثواب المترتب عليه؛ قال صلى الله عليه وسلم
«مَنْ
حَجَّ الْبَيْتَ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ
يَفْسُقْ رَجَعَ كَمَا
وَلَدَتْهُ أُمُّهُ»،
ولكنه لا يطالب بإعادته وقضائه مرة أخرى؛ لأنه صحيح فى
الواقع ونفس الأمر حتى وإن لم يكن مقبولاً.
وعلى فرض قبوله وأخذ ثواب عليه، فإن عقاب ترك الصلاة عقاب
شديد، ويظهر ذلك فى الميزان يوم القيامة إذا لم يكن عفو من
الله تعالى. فلنضع أمام أعيننا وفى قلوبنا قول الله سبحانه
﴿فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ، وَمَن
يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ[1]﴾،
وقوله ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء
فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ[2]﴾،
وأما أنه لا يصح حجه لكفره؛ فقد تقدم أن تارك الصلاة كسلاً
ليس بكافر عند الأئمة الأربعة وجمهور العلماء، والله أعلم.
د/ محمود عبد الجواد