ملخص الفتوى:
تمثيل ما جرى بين المسلمين والكفار شره يطغى على خيره،
ومفسدته تربو على مصلحته، وما كان كذلك يجب منعه والقضاء
على التفكير فيه.
اللجنة الدائمة
للبحوث العلمية والإفتاء 3/197-198
تعليق:
من الجيد عرض القصص الدينى القرآنى بطرق العصر ولغته
ومواده، ونقربه إلى أذهان أولادنا.
الأنبياء والرسل أعز وأكرم من أن يمثلهم إنسان أو يتمثل
بهم شيطان.
التعقيب:
أنبياء الله ورسله هم المصطفون الأخيار من بنى الإنسان،
وهم بهذه المنزلة أعز من أن يمثلهم أو يتمثل بهم إنسان أو
شيطان، وقد عصمهم الله بعيداً عن الخطايا الكبار والصغار
قبل الرسالة وبعدها.
يدل على هذا الحديث: الذى رواه البخاري عَنْ أَبِى
هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ قَالَ
«مَنْ رَآنِى في الْمَنَامِ فَقَدْ رَآنِي، فَإِنَّ
الشَّيْطَانَ لاَ يَتَمَثَّلُ في صُورَتِي»[1].
وهذا واضح الدلالة فى أن الشيطان لا يظهر فى صورة النبى
صلى الله عليه وسلم عياناً أو مناماً صوناً من الله لرسله
وعصمة لسيرتهم، بعد أن عصم ذواتهم ونفوسهم.
وإذا كان هذا الحديث الشريف يقودنا إلى أن الله قد عصم
خاتم الرسل عليه والصلاة والسلام من أن يتقمص صورته شيطان،
فإن فقه هذا المعنى أنه يحرم على أى إنسان أن يتقمص شخصيته
ويقوم بدوره.
وإذا كان هذا هو الحكم والفقه فى جانب الرسول الخاتم، فإنه
أيضاً الحكم بالنسبة لمن سبق من الرسل، لأن القرآن الكريم
جعلهم فى مرتبة واحدة من حيث التكريم والعصمة، فإذا
إمتنعوا بعصمة من الله أن يتمثلهم الشيطان، إمتدت هذه
العصمة إلى بنى الإنسان، فلا يجوز لهم أن يمثلوا شخصيات
الرسل.
من الجيد عرض القصص الدينى القرآنى بطرق العصر ولغته
ومواده ونقربه إلى أذهان أولادنا، لكن لابد فيه من
الإلتزام بآداب الإسلام ونصوص القرآن، ولنصور الوقائع كما
حكاها القرآن، ولنحجب شخص النبي الذى نعرض قصصه مع قومه،
فلا يتمثله أحد، وإنما نسمع صوت من يردد إبلاغه الرسالة،
ومحاجته لقومه، وإبانته لمعجزته كما أوردها القرآن
الكريم، والله الهادى إلى سواء السبيل، وهو ولى التوفيق[2].
د/ ياسر عبد العظيم
[2]
فتاوى دار الإفتاء المصرية:
الموضوع (1292) المفتي: فضيلة الشيخ جاد الحق على
جاد الحق. 7 شوال 1400 هجرية - 17 أغسطس 1980 م