الإجابة واضحة فى كلام الله عز وجل: ” فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا “، فمن رضي بقضاء الله وقدره وسَلم له وأدى فرائضه وقنع بما قسمه الله له واتبع تعاليم رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم فى قوله: ” اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً “، سَعِد فى الدنيا والآخرة. وتطبيق هذا الحديث النبوي الشريف يجعلنا نُنتِج فى الدنيا ونَعمل بها بما لا يتعارض مع طاعة الله عز وجل كما أنه يجعلنا ندخر لأخرانا ما يجعلنا سعداء فى الآخرة لما نجده إن شاء الله من نعيم فى الجنة والتمتع بلذة النظر إلى وجهه الكريم. واعلم أن السعادة فى رضا الله سبحانه وتعالى، ومن دونه لن نجد طريقنا إلى السعادة أبداً. فقد قال جل وعلا: ” وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً “. والسعادة تبلغ ذروتها كلما كان الإنسان أكثر قرباً وطاعةً لله سبحانه وتعالى، لأن هذه السعادة وهذا القرب كفيلان أن يُدخِلا على قلبه السعادة الحقيقية، وقديماً سألوا السعادة: فيم تسكنين، أجابت: فى قلوب المؤمنين.

أ. د/ محمد الجبالى